عيبٌ خَلقي
ما أكثر ما نسمـع هـذه العبـارة
وما أكثـر مـا تتـردد خصوصـا
على ألسنة الأطبـاء الذيـن مـن
المفترض أن يكونوا علـى درجـة
محترمـة مـن الثقافـة والعلـم ،
" ويقصدون بها التشوهـات التـي
يصاب بها الجنيـن أثنـاء فتـرة
الحمل أو عند ميـلادة" – وليتهـم
علموا أنها عبارة بذيئه ليس فيهـا
أدب مع الله حيـن ينسـب العيـب
إليه سبحانه وتعالى ,وهو المتصف
بالكمال في ذاته وصفاته وأفعالـه
و الذي أحسن كل شيء خلقه وهذ ا
التشوه الذي يعتبرونه عيبـا هـو
في الحقيقة إبداع إلهي فلولا الأصم
لما عرفت نعمة السمـع ، ولـولا
العمى ما عرفت نعمـة البصـر ،
وهكذا ، الأمر الذي أوجـب عليـك
أن تكون من الشاكريـن بنعـم الله
سبحانه عليك ،والله تعالـى يعلـم
أن الغافلين سوف ينسبـون إليـه
مثل هذه العيوب – لذا كـان مـن
نواهيـه فـي سـورة الحجـرات
( لا تلمزوا أنفسكم ) أي لا يعـب
بعضكـم بعضـا ، عـدا علـى أن
اللـمـز يـــؤذي عـبــاد الله
{يَا أَيُّهَا الَّذِيـنَ آمَنُـوا لَا يَسْخَـرْ
قَومٌ مِّن قَـوْمٍ عَسَـى أَن يَكُونُـوا
خَيْراً مِّنْهُم وَلَا نِسَاء مِّـن نِّسَـاء
عَسَى أَن يَكُـنَّ خَيْـراً مِّنْهُـنَّ وَلَا
تَلْمِـزُوا أَنفُسَـكُـمْ وَلَا تَنَـابَـزُوا
بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْـدَ
الْإِيمَانِ وَمَـن لَّـمْ يَتُـبْ فَأُوْلَئِـكَ
هُـمُ الظَّالِمُـونَ }<الحجـرات11>
فـالأجـدر أن نـحـذر بـعــد
الآن مــن الـنـطـق بـهــذه
العـبـارة الـغـيـر مـؤدبــة
والله مـــن وراء الـقـصــد