ربمآ أصابك العنوان..بشئٍ من الغرابه..
وعقدت حاجبيك...
وقلت في نفسك:هذه الفتاة تهذي...!!
وأطمئنك..
لا..أنا..أكتب بكامل...عقلي...وتعقلي....
ولكن...
إقرأ....قصتي....
حتمآ ستفهمني...
تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد ,
وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ
فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك ..
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ ...
وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر !!
رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي .. وبعد ما يقاربَ
خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ ... وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي ..!!
وأدركوا حينها..أنه ..كان أعمى بإختياره..!!
حفاظآ على شعور زوجته...
أو حتى لا تتغير ذكرى وجهها الجميل قبل المرض في ذاكرته..
أو..أو..أو...
لندع المبررات جانبآ....
قدتكون هذه القصة من النوادر او من وحي خيالٍ عابر...
لكن...
تستحق وقفة.....
من منآ غض بصره يومآ عن خطأ أخآه أو صديقه أو..؟؟
لأعمم السؤال...
هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ؟؟
ولا يتعارض هذآ مع تعاليم ديننا الحنيف..في إنكار المنكر..
والأمر بالمعروف..
فحديثي يخص المعاملات الفردية والأخطاء الذاتية..بمعزلٍ تام عن الذنوب والمعاصي...
من منا رأى زلةً من إنسان فأحسن الظن به..ولم يصفه بالسوء سريعآ؟؟؟
من منآ أمسك بالمخطئ بعيدآ عن أعين الناس ووضع يده على كتفه..وناصحه بكلامٍ لينٍ ولم يجرحه؟؟
من منآ وإن لم تتقبل النصيحة منه..حفِظ عيب المخطئ..
وستره ولم يصغي لوسواسٍ آن إفضحه وتناقل خبره بين الأفواه..فهو ردئ ويستحق الفضيحة...؟؟؟
وأي زوجٍ راعى شعور زوجته وأدرك أنها بشر يُخطئ..
ويتعب..و..وو..ولم يقيم الدنيا على رأسها..
من أجل طعامٍ ينقصه الملح..
أو شماغ لم يكوى جيدآ..؟؟؟
أي زوجٍ إختار أن يغمض عينيه عن تجاعيد بدأت تغزو وجه زوجته..
وشيبٍ بدأ يرسم ظلاله...ووزنٍ آخذ بالزيادة...
وتذكر تلك العروس الشابة الجميلة بثوبها الأبيض قبل أعوام؟؟؟
ومن الزوجة..التي حين ترى ما عند فلانة وعلانه...
تختار أن تغض الطرف...
وتقول أبو العيال مو مقصر وما أبي أتعبه أكثر؟؟؟
ربما كان يكفي أن أضع سؤالآ واحدآ...
وأتركه لكم....
سأتوقف...
وسأترك لكم....
حرية التعبير....
أو...
حرية الإختيار.....